
بنغازي
ثاني أكبر مدينة في ليبيا. والعاصمة المشتركة السابقة للبلاد حسب دستور استقلال ليبيا العام 1951. تطل على ساحل البحر المتوسط. وتخطيط المدينة شعاعي مركزه بحيرة بنغازي في وسط المدينة. وتضم بنغازي الكبرى مدنًا وبلدات في جنوبها مثل قمينس، سلوق، الأبيار وتوكرة إضافة لكونها إحدى (شعبيات ليبيا سابقًا) والمدينة هي عاصمتها.
في عهد المملكة الليبية، تمتعت بنغازي بمكانة عاصمة البلاد (جنبًا إلى جنب مع طرابلس) فضلًا عن كونها أكبر مدينة في إقليم برقة القديم. فيما كان الملك إدريس السنوسي كان معتاد الإقامة في البيضاء والتي كانت آنذاك بلدة قريبة من بنغازي. كانت المدينة أيضا العاصمة السابقة المؤقتة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي. استمرت بنغازي بكونها مقرًا لمؤسسات ومنظمات ترتبط عادة بتواجدها بالعاصمة الوطنية، مثل برلمان البلاد، والمكتبة الوطنية، ومقر الخطوط الجوية الليبية شركة الطيران الوطنية، والمؤسسة الوطنية للنفط. بلغ عدد سكانها المسجل 500120 نسمة في تعداد عام 1995، وارتفع إلى 670797 في تعداد عام 2006 ولم يجر أي إحصاء سكاني بعد ذلك بسبب اندلاع الثورة وما تسببت فيه من عدم استقرار إداري.
في 15 فبراير 2011 اندلعت احتجاجات في المدينة ضد حكومة العقيد معمر القذافي، وتمت السيطرة على المدينة في 21 فبراير 2011 من قبل السكان المعارضين، وتم تشكيل المجلس الوطني الانتقالي بعد ذلك بعدة أيام،في 19 مارس 2011 كانت مدينة بنغازي مهد الثورة وموقع نقطة التحول الفاصلة في الثورة الليبية، حين حاول الجيش التابع للعقيد تحقيق نصر حاسم على المعارضة الليبية لاستعادة بنغازي غير أن قوات المعارضة ردعته حتى تدخلت القوات الجوية الفرنسية إثر قرار مجلس الأمن رقم 1973 لحماية المدنيين.
شهدت المدينة انهيار في الأمن وغياب سلطة الدولة ونفاذ القانون، كما شهدت أعلى معدل لحوادث الاغتيال في البلاد والتي بدأت بالظهور بالفوضى العارمة في 2011 حيث استهدف معظمها شخصيات من القضاء والشرطة ونشطاء مجتمع مدني وإعلاميين ومدنيين وشخصيات دينية ومجتمعية إضافة لعسكريين من المدينة حتى وإن كانوا خارج الخدمة.
في 31 يوليو عام 2014، أعلنت ميليشيا أنصار الشريعة التي أعلنت ولاءها للقاعدة (مجلس شورى ثوار بنغازي) السيطرة الكاملة على بنغازي بعد هجوم كبير سيطرت خلاله على ثكنة عسكرية كبيرة تابعة للجيش الليبي داخل المدينة.وفي منتصف أكتوبر، أطلق الجيش الليبي هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة حيث ذكرت تقارير حينها أنه تمكن من السيطرة على 90٪ من بنغازي. وبالرغم من إعلان الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي المعين من قبل مجلس النواب الليبي عن إكمال تحرير المدينة من الجماعات المسلحة إلا أن عشرات المسلحين ظلوا في بعض المناطق في أحد الأحياء في وسط المدينة بمربع يضم عدة شوارع يسمى "سيدي اخريبيش" حتى أواخر ديسمبر 2017حين أعلن الجيش السيطرة الكاملة على المدينة، لتنتهي المعارك متسببةً في دمار شديد وخسائر بالبنية التحتية والمباني العامة وممتلكات ومنازل المواطنين في أحياء وسط المدينة والصابري.
نظرًا لموقعها وكثافتها السكانية تتخد العديد من المصارف والشركات من بنغازي مقرا رئيسيا لها مثل: مصرف الوحدة، مصرف المتوسط، مصرف الإجماع العربي، مصرف التجارة والتنمية، شركة الخليج العربي للنفط، سوق الأوراق المالية الليبي، مصرف الإدخار. كذلك تسعى المدينة لعودة بعض المؤسسات الوطنية والتي تأسست سابقًا في المدينة والتي تم نقلها منها خلال العقود السابقة، لعودتها من جديد مثل المؤسسة الوطنية للنفط والتي صدر قرار حكومي بعودة مقرها الرئيسي لبنغازي إبان فترة رئاسة علي زيدان للحكومة الليبية كذلك الخطوط الجوية الليبية ومصرف ليبيا المركزي. واعتبر ميناء بنغازي البحري من أهم الموانئ في حركة التجارة الليبية. وبها أيضًا المنطقة الإقتصادية الحرة بميناء المريسة جنوب المدينة. كذلك اعتبر مطار بنينا الدولي ثاني أهم المطارات في البلاد قبل توقفه عن العمل في 2014 بفعل الحرب الدائرة.
يعتبر الكثيرون مدينة بنغازي عاصمة ثقافية لليبيا. إضافةً لكونها مقر أول جامعة ليبية أنشأت في فترة الخمسينيات من القرن العشرين وعرفت باسم الجامعة الليبية. يوجد بها بعض المسارح منها المسرح الشعبي ومسرح السنابل وبها عدد من دور السينما. كما يوجد بمدينة بنغازي دار الكتب الوطنية الليبية والتي تعتبر المكتبة الوطنيـة الليبية ومقر الإيداع القانوني للمصنفات المعدة للنشر، وحفظ وتجميع التراث المؤلف في ليبيا، إضافة لكونها المكتبة الرسمية للدولة. ومن أبرز الآباء المؤسسين للحركة الثقافية في بنغازي وأبرز أعلامها الأديب والفيلسوف الليبي الصادق النيهوم. شهدت المدينة خلال العقد الأخير افتتاح عدد من مراكز التدريب والتطوير الأهلية، مما يعكس نشاطا في الحركة الأهلية في العديد من المجالات على رأسها المجال الثقافي والفكري. كما قدم المسرح الشعبي الواقع بوسط المدينة العديد من المسرحيات ذات الطابع الكوميدي الهادف والذي يرى الكثير من سكان المدينة أنه يحاكي واقعهم ويتناول قضاياهم. أما على الصعيد الإذاعي فقد قدمت المدينة أول مذيعة في ليبيا ألا وهي خديجة الجهميالتي كانت أول مذيعة ليبية تقرأ نشرة الأخبار، كما شهدت استوديوهات الإذاعة ببنغازي البث الأول للبرنامج التلفزيوني المعروف في ليبيا ببرنامج "صباح الخير أول جماهيرية". يقع بالمدينة أيضا بيت المدينة الثقافي وهو عبارة عن منزل قديم كبير بني على الطراز العثماني في المدينة، ويقع في شارع العقيب وهو يشهد من حين لآخر بعض الملتقيات الأدبية والشعرية. وبالرغم من هذا ليس للمدينة أي متحف رئيسي حاليا رغم أن كان بها متاحف في أوقات سابقة.
تعتبر بنغازي من أكثر المدن الليبية الناشطة سياسيًا واعتبرت عاصمة إقليم برقة في العهد الملكي، كما شهدت بنغازي عدة أحداث سياسية مثل أحداث يناير 1964، ومنها أعلن ماسميت بثورة الفاتح من سبتمبر إضافةً لما عرفت بأحداث السفارة الإيطالية عام 2006.
ومنها انطلقت شراره ما عرفت بثورة 17 فبراير 2011 وهي امتداد لانتفاضة 17 فبراير 2006 أو المظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط نظام العقيد معمر القذافي ومن ثم تبعتها باقي المدن.
أكبر نادي في المدينة هو الأهلي بنغازي من حيث عدد الجمهور والبطولات ثم يأتي بعده نادي النصر الليبي من حيث الجمهور والشعبية، ونادي التحدي الليبي من حيث عدد البطولات المحلية إضافة لنادي الهلال الليبي. يوجد ببنغازي استاد الثامن والعشرين من مارس وهو من منشآت المدينة الرياضية ببنغازي وهو يعتبر الملعب الرسمي الثاني في ليبيا إلى جانب ملعب 11 يونيو بطرابلس. احتضن الملعب مباريات المجموعة الثانية لكأس الأمم الأفريقية التي استضافتها ليبيا في مدينتي طرابلس وبنغازي عام 1982. أيضا يوجد بالمدينة الرياضية ببنغازي مجمع سليمان الضراط بقاعته المغلقة والتي احتضنت بدورها عدد من بطولات السلة كان آخرها البطولة العربية لكرة السلة عام 2013 التي فاز بها الأهلي بنغازي. كما استضاف في نفس القاعة نادي الاهلي عام 2008 البطولة العربية للكرة الطائرة ومثل فيها ليبيا إلى جانب نادي السويحلي. يشهد هذا المجمع أيضا من حين إلى آخر مباريات تقليدية حامية بين قطبي الرياضة في مدينة بنغازي الأهلي والنصر وخصوصا مباريات كرة السلة. ولكن تبقى كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في بنغازي. برز من هذه المدينة عدد من اللاعبين الذين مثلوا المنتخب الليبي في عديد من المناسبات العربية والأفريقية مثل أحمد بن صويد وفوزي العيساوي وعبد القادر التهامي وعلي البشاري وونيس خير وأحمد المصلي. كما برز من المدينة عدد من لاعبي كرة القدم الخماسية الذين مثلوا الفريق الوطني الليبي للكرة الخماسية في بطولة أفريقيا وبطولة العالم عام 2008، منهم ربيع الحوتي هداف المنتخب ومحمد شحور الملقب باطمطم. ويوجد بالمدينة عدد من الأندية الرياضية تمارس مختلف الرياضات مثل كرة القدم والطائرة والسلة بالإضافة إلى أندية تتبنى الألعاب البحرية مثل نادي الملاحة البحري:
كما توجد أندية أخرى مثل: نادي التحدي، نادي الهلال الليبي، نادي النجمة، نادي السواعد،نادي بنغازي الجديدة، نادي الهدف، نادي الكرامة.
لا يوجد اعتماد للمدينة بشكل كبير على السياحة إذ أن معظم الوفود السياحية والتي تأتي عبر السفن السياحية التي تتوقف في ميناء بنغازي البحري تتوجه مباشرة إلى الأماكن الأثرية في شحات وسوسة والبيضاء والجبل الأخضر، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بالنشاط السياحي في المدينة وذلك عبر عدة مشاريع سياحية وفندقية متوقعة لاستهداف السياحة الأوروبية المتزايدة. يعتبر نهر الليثي (نهر النسيان) الموجود في منطقة بوعطني للشرق من مدينة بنغازي معلم جذب سياحي حيث ذُكر اسمه في الأساطير اليونانية.
بالإضافة إلى المشاريع السياحية التي يتم تنفيذها في بنغازي كمشروع البحيرات الشمالية. ويبلغ عدد الحدائق العامة مختلفة الأحجام في المدينة 600 حديقة عامة.
كما غيرها من المدن الليبية، تعرض قطاع الخدمات الفندقية ببنغازي لحالة من الركود نتيجة لبعض السياسات الاقتصادية التي اتبعت في ليبيا منذ فترة الثمانينيات. من ناحية أخرى كان لعزلة ليبيا عن العالم في تلك الفترة وما تبعها من حظر جوي خلال التسعينيات، كان له لها أثر كبير في تدني مستوى الخدمات الفندقية خصوصا مع انعدام الفنادق الخاصة وتواجد لعدد من الفنادق التابعة للدولة مما أدى إلى انخفاض مستوى المنافسة. ومع الانفتاح إبان رفع العقوبات عن ليبيا والتوجه نحو الخصخصة في البلاد، بدأت فنادق خاصة عديدة تظهر في المدينة مما انعكس إيجابا على الحركة السياحية في المدينة. بالإضافة إلى عدد من الفنادق العالمية التي دخلت البلاد منذ أعوام وجيزة منها مشروع فندق ريجنسي بنغازي والذي يمثل مشروع فندق خمس نجوم ضخم على الساحل الشمالي الشرقي للمدينة ينتظر أن يفتتح خلال فترة وجيزة. من أهم الفنادق الموجودة حاليا في مدينة بنغازي:
كما يوجد على الساحل الغربي للمدينة قرية قاريونس السياحية العائلية إضافة لعدد من الشواطئ والقرى السياحية الأخرى، يوجد بها عدد من المرافق الترفيهية وغرف وشقق فندقية على الشاطئ وتعتبر من أهم نقاط الجذب السياحي للمدينة. أيضا هناك منتزه بودزيرة السياحي شمال المدينة وهو عبارة عن متنزه كبير تتوسطه بحيره بها جزيرة صغيرة ذات منظر رائع ويرتادها الكثير من العائلات خلال عطل نهاية الاسبوع وأثناء الأعياد. ويحوي هذا المتنزه بدوره عدد من الشاليهات الصغيرة.
اشترك بالقائمة البريدية ليصلك آخر المشاريع والفرص الاستثمارية