محافظة مأرب هي إحدى محافظات الجمهورية اليمنية وتقع في إطار الجزء الأوسط، تتصل المحافظة بمحافظات الجوف من الشمال ، وشبوة والبيضاء من الجنوب، محافظة حضرموت و محافظة شبوة من الشرق، ومحافظة صنعاء من الغرب.
يشكل سكان المحافظة ما نسبته (1.2%) من إجمالي سكان الجمهورية، نحو (271,855) نسمة. وزادت حركة النزوح منذ العام 2015م في السكان حيث يقدر عدد سكانها حاليا ما يزيد عن مليون نسمة، أما مساحتها فتبلغ حوالي (17405)كم2 تتوزع في (14) مديرية وتعتبر مديرية مأرب أكبر مديرية في المحافظة مساحة.
تعد الزراعة النشاط الرئيس لسكان محافظة مأرب ، إذ تحتل المرتبة الثالثة من بين محافظات الجمهورية في إنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة (7.6%) من إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية بعد محافظتي الحديدة وصنعاء، وتعد محافظة مأرب أولى المحافظات اليمنية التي اكتشف فيها النفط، وبدأ إنتاجه في عام 1986م الذي لم يعد عليها بالفائدة كما باقي المحافظات.
كانت محافظة مأرب عاصمة مملكة سبأ، وتقع في الأطراف الجنوبية لصحراء الربع الخالي اليوم، وكانت مركزا عسكريا وزراعيا وتجاريا شهيرا في الجزيرة العربية، وقيل إنها أخذت هذا الاسم (مأرب) من قولهم (ماء ربَّ)، و(ربَّ الماء) إذا تجمع وتكاثر في إشارة إلى تجمع مياه سد مأرب، كما قيل في تفسير اسمها أنه مشتق من كلمة (مأرَب) بفتح الراء، والمأرَب هو الغرض والغاية في إشارة إلى أن من ينزل مأرب يجد فيها كل ما يصبو إليه، وينال فيها جميع مآربه.
وقد نشأت الدولة السبئية نتيجة لاتحادات قبلية كانت تقطن أراضي صرواح ومأرب ووادي رغوان وبعض أجزاء من الهضبة، وقد تزعمت وهيمنت قبيلة سبأ الكبيرة على بقية القبائل الصغيرة بالمقارنة معها، وضمتها تحت جناحها، فأعطت للدولة اسمها (سبأ) ؛ فسبأ الأرض والقبيلة والدولة هي عمود التاريخ اليمني القديم وتكوينه السياسي الكبير.
وقد ارتبطت بسبأ معظم الرموز التاريخية القديمة لليمن؛ فسبأ – عند النسابة – أبو حمير وكهلان ومنهما تسللت أنساب أهل اليمن جميعا، والملكة (بلقيس) وإن اختلف الناس حول اسمها وحقيقتها وتفاصيل قصتها، هي عندهم في جميع الأحوال ملكة سبأ، وهجرة أهل اليمن إلى بقاع الجزيرة وخارجها وما نتج عن ذلك من ملاحم قد ارتبطت بشكل أو بآخر بسبأ.
تاريخيا استُوطنت أراضي مأرب منذ عصور غابرة، فهناك بقايا مواقع العصور الحجرية في شرق مدينة مأرب في صحراء صيهد (رملة السبعتين) مثل المقابر البرجية في منطقة الرويك والثنية التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، وهناك العديد من المواقع التاريخية التي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من مطلع الألف الأول قبل الميلاد وحتى فجر الإسلام، يأتي في مقدمتها موقع مدينة مأرب القديمة والسد التاريخي. وقد قامت على جانبي الوادي جنات على مياه السد العظيم في مأرب، فقد كان يسقي المزارع على مسافة 5 أيام بلياليها.
كل تلك العوامل جعلت مدينة مأرب محط أنظار الكثير من شعوب العالم القديم حتى لقد دهش اليونانيون القدماء من عظمة الحضارة التي أنشاها السبئيون هناك فأطلقوا على اليمن (بلاد العرب السعيدة). وجاء ذكر هذه الحضارة في القرآن في قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).
هو سد مائي قديم في اليمن يعود تاريخه إلى نحو القرن السابع قبل الميلاد، وتقع أطلاله حاليا قرب مدينة مأرب الأثرية، ويعتبر من أقدم، إن لم يكن أقدم السدود المعروفة في العالم. كما أنه يعد من روائع الإنشاءات المعمارية في العالم القديم.
تم إعادة بناء وتأهيل وتوسيع سد مأرب أواخر (1986م) على نفقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومتر مربع، ويسع 400 مليون متر مكعب من الماء، ويروي حوالي 16000 هكتار من الأراضي. ثم تم إعادة تأهيل سد مأرب بطول 69 كيلو متراً بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية.
يروي المؤرخون أن انهيار السد كان سببا في قحط في المواسم وشح في المياه، مما أدى إلى هجرة كبيرة لسكان اليمن العرب إلى مناطق أخرى في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام بعد انهيار السد العظيم.
وقد كان لوجود السد في مأرب أثر عظيم على حياة المدينة في الماضي السحيق، حيث غدت مركزا تجاريا وزراعيا شهيرا في العالم القديم. كما أن الموقع الجغرافي للمدينة قد عاد عليها بمزايا كبيرة، حيث كانت العاصمة قريبة جدا من نهر (الدهنا) القديم الذي كانت نقطة التقائه مع جبل (بلق) مناسبة جدا لبناء السد، حيث استغل السبئيون هذه الميزة وبنوا سدا في تلك المنطقة التي نشأت بها حضارتهم، وبدأوا يمارسون الري والزراعة، إلى أن وصلوا إلى مستوى عال جدا من الازدهار.
ويسمى عرش بلقيس أو معبد بران ويعد الموقع الأثري الأشهر بين آثار اليمن، ويقع على بعد (1400) متر إلى الشمال الغربي من محرم بلقيس وهو معبد سبئي كرّس لإله القمر (إلمقه) ويلي معبد أوام من حيث الأهمية ويعرف محليا بـ(العمايد).
ظل المعبد حتى عام (1988م) تغطيه كثبان الرمال المحيطة به ، إلى أن كشف عن تفاصيله المدفونة تحت الرمال نتائج التنقيب الأثري ، وشهد العرش عملية ترميم واسعة وعلى مدى أربعة مواسم متتالية إبتداءً من عام (1997م) إلى (2000م) من قبل المعهد الألماني للآثار وبهذا اصبح المعبد مهيئاً لاستقبال السياح وقد مرّ بناء المعبد بمرحلتين أساسيتين, الأولى من نهاية الألف الثاني حتى بداية الألف الأول قبل الميلاد والثانية بدأت عام (850) ق.م.
اشترك بالقائمة البريدية ليصلك آخر المشاريع والفرص الاستثمارية